koko Admin
عدد الرسائل : 262 العمر : 44 الموقع : https://mazikaa.all-up.com تاريخ التسجيل : 01/11/2007
| موضوع: عندما تموت العواظف 3 الجمعة نوفمبر 16, 2007 12:24 pm | |
| [b][center]الفصل الثاني {{ الحلقة الأولى }} شعرت جولي بأن شيئا ما يقربها من إياد، وقد لاحظت ذلك منذ اللقاء الأول، وقد شعرت بإحساس الأنثى الذي لا يخيب بأن إياد يكن لها نفس الشعور الذي تكنه له خصوصا بعد إطرائه لها والمبطن بكلمات الغزل عندما فرغت من الحديث عن قصة كارتر، ولكن إياد لا يبدي شيئا من ذلك، مما دعاها إلى التفكير في حيلة تجعله يظهر حبه لها، وفي اليوم التالي وكان يوم السبت وهو يوم إجازة، أقامت جولي سهرة في منزلها الجديد وذلك بمناسبة مضي شهر على وصولها إلى لوس أنجلوس، وبمنسبة عيد ميلادها الرابع والعشرين . لبى كل من في الدائرة ج 9 هذه الدعوة، وحضره أفراد قسم الشرطة كذلك، وجمع من أهلها جاءوا من تكساس، غضبت جولي لأنها لم ترى إياد في الحفل، وأخيرا هاهو طيف إياد يلوح في الأفق، وتهللت أساريرها وعلت البسمة لمتها، فتلمحها أمها وتقول لها: ما بكِ يا بنيتي ؟ لما أنتِ محبورة ؟ قالت: لا شيء يا أماه، فأنا سعيدة لأن حفلي هذا حضره جميع أفراد الشرطة، بل حتى أفراد الأف بي آي . قالت: هكذا إذا، ولكنني ألاحظ عليك علامات العرق، لماذا ؟ قالت: أوه حقا، لابد وأنني مرتبكة بعض الشيء، ولا أعلم لماذا ؟ قالت: لا تعلمين، ما هذا الهراء، أنتِ في الرابعة والعشرين، وتقولين كلاما تقوله الصبية الصغار، لا، لا لقد تغيرت منذ وصولكِ إلى لوس أنجلوس، عندما تنتهين من مأموريتكِ ستعودين حالا، أفهمتِ ؟ قالت: ولكن يا أمي ... قاطعتها وقالت: لا أريد تبريرا، ستعودين ستعودين . ماذا كانت ستقول لها، هل ستقول لها أن في حياتها شابا عربيا ؟! لا هذا من سابع المستحيلات، فعائلاتها من المؤيدين لإسرائيل وبقوة، فوالدها رئيس جماعة يوم الهر مجدون، وهي المعركة الفاصلة التي ذكرت في العهد القديم التوراة، والعهد الجديد الإنجيل، وذكرها رسول الله $ في الحديث الذي رواه البخاري: (( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيختبئ اليهودي خلف الشجر والحجر، فيقول الشجر والحجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من الشجر اليهود ))، وهو معروف بعدائه للعرب والمسلمين، بل إنه حتى يكره المسيحيين العرب على اختلاف طوائفهم، ووالدتها عضو في جماعة إيباك، وسائر العائلة على شاكلتهما، فهم كما يقول المثل الشعبي الدارج: (( ما جمّع إلا وفق )) أو كما يقول المثل العربي: (( الطيور على أشكالها تقع )) . وماذا عن جولي ؟ أما جولييت فهي تؤمن بالحرية والمساواة، وترفض العنصرية، ولكن العرق دساس، فهي في بعض الأحيان تكره العرب والمسلمين، إذا أثاروا غضبها، مثلما حدث لإياد عندما صدمته، ووصفته بقبيح الألفاظ . وصل إياد أخيرا للحفل، ولم يكن في يديه أي هدية، ولاحظ ذلك كل الحضور، فهم قد قدموا هداياهم لجولي، ولكن إياد لم يحضر شيئا، ولماذا إخوته قدموا لها الهدايا وهو لا ؟ فأخبرتها الرقيب جيسكا جوهنسين بأن إياد شاب متدين، ولا يحب مثل هذه المناسبات، اغتاظت جولي من هذا الكلام، أمعقول لن يقدم لها هدية ؟ وبينما كانت تخاطب نفسها وقد انزوت في أحد أركان المنزل، أحست بقدوم شخص ما يقترب منها، وعندما التفت إلى الوراء إذ هو إياد، وأرادت أن تقول له: لماذا لم تقدم لي شيئا يا إياد، ولكن إياد وضع راحة يده على فيها، وقال لها: لا تتعجلي، لابد وأنكِ سمعتِ أنني لا أقدم هدية لأحد في مثل هذه المناسبة، ولكنني سأهديكِ شيئا غاليا وثمينا في نفس الوقت، هاكِ هذا العقد الماسي، المرصع بالزبرجد، ومفتاح سيارة أستون مارتن الجديدة، ثم انصرف . تملكت الدهشة على وجه جولي، لم تكن تتخيل أن إنسانا ما سيهديها مثل هاتان الهديتان الثمينتان، وأشرقت على شفتيها ابتسامة عريضة، ووضعت كلتا يديها على كتفي إياد من الخلف، وأدارته إلى قبالة وجهها، وقبلته قبلة رطبة، وتسمر إياد في مكانه، وأخبرته بأن ملون الشفاه هذا لا يترك أثرا، فهو من علامة ماكس فاكتور، وي لكأنها عرفت ما كان يدور في خاطره، وما سيقوله لها، رأته أخته سهى وهو على هذه الحالة، فذهبت إليه، فبحلقت فيه مليا، وقالت: عزيزي إياد ما بك ؟ لم يحرك إياد بنت شفاه واحدة، ماذا حدث لك يا إياد ؟ فما كان من سهى إلا أن أمسكت بتلابيب إياد وهزته هزا عنيفا، فكأنه نشط من عقال، فأسرعت أخته قائلة معنفة: ما بك ؟ قال: ماذا؟ لا شيء يا سهى لا شيء . قالت وهي متعجبة: لا شيء ! ولماذا بدوت متسمرا وكأنك أبو الهول ؟ قال: إلحاحكِ المستمر هذا قد يدفعني إلى أن أقول ما في مكنوني. قالت: حسنا سأدعك وشأنك، ولكنني سأستجوبك حالما نصل إلى المنزل. قال إياد في نفسه: ماذا فعلت هذه الشقراء؟ ولما هذه القبلة ؟ هل سأسألها؟ وما هي أسئلتي ؟ وماذا سيكون جوابها ؟ أسئلة كثيرة، كم أنا حائر . مهلا يا إياد، هون على نفسك، ولما كل هذه الحَيرة؟ استهدِ بالله أولا، ثم فكر فيما ستقوله لها . استجمع إياد قواه، وحشد في جعبته سؤالين لا ثلاث لهما، لماذا قبلتني ؟ وما سبب هذه القبلة ؟ التكملة في الحلقة القادمة.
| |
|